البقالي عمر من طنجة يرحب بكم على منتدياته
البقالي عمر من طنجة يرحب بكم على منتدياته
البقالي عمر من طنجة يرحب بكم على منتدياته
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البقالي عمر من طنجة يرحب بكم على منتدياته

منتديات البقالي:هي منتديات دينية,ثقافية,ترفيهية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمد شكري الذي كان يعرف ماذا يكتبحسن داوود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البقالي عمر .م. المنتدى
Admin
البقالي عمر .م. المنتدى


عدد المساهمات : 1106
تاريخ التسجيل : 19/03/2008
العمر : 40
الموقع : https://bakkali.yoo7.com

بطاقة الشخصية
منتدى البقالي عمر يرحب بكم: من قلب عروسة الشمال

محمد شكري الذي كان يعرف ماذا يكتبحسن داوود Empty
مُساهمةموضوع: محمد شكري الذي كان يعرف ماذا يكتبحسن داوود   محمد شكري الذي كان يعرف ماذا يكتبحسن داوود Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 03, 2008 2:44 pm

<table align=left><tr><td align=middle>محمد شكري الذي كان يعرف ماذا يكتبحسن داوود Lbn_choukri
Mohamed Choukri </TD></TR></TABLE>في الصفحة الأولى من كتابه الأول (الخبز الحافي), أعلن محمد شكري عن موقفه الكاره لأبيه والرافض لأبوته. لم يأت ذلك إليه من موقف ذهني أو أخلاقي بل من تعبيرات كراهية متبادلة بدأها الأب بركل إبنه وسبّه وضربه. بل إن الإبن محمد شكري لا يجد حرجاً في الاعتراف، أمام قرائه أجمعين، بأن أباه قتل أخاه عبد القادر. الأم التي كانت، مثل أولادها ضحية وحشية الأب، نكاد نحن القراء نقول أنه كان على إبنها، فيما نحن نقلب صفحات روايته، أن يوليها اهتماماََ ومحبة ضنّ بهما عليها. بعد الصفحات الأولى من الخبز الحافي، لم يعد إلى ذكرها، كما لم يعد إلى ذكرها في كتابيه "الشطار" و"وجوه"، هذا الكتاب الأخير الذي خصّصه لتذكر بشر عرفهم في حياته.
ولا عجب أن يتوقف عن تذكر آخرين من أقاربه بينهم خاله وخالته. تلك القرابة، برمتها، يبدو كما لو أنه سلخها سلخاً من رأسه، بل أنه أزاحها من جملة الروابط القائمة بين الناس. أكثر شخصيات رواياته لا تتعيّن بأهل ولا تنتسب إلى إلى أهل. هم، أو هنّ، إما نشأوا أو نشأنَ مع أمهات، قوّادات بعد أن كنّ عاهرات، انتسبوا إليهن بالتبني. أو أنهم، هم أبطاله، خرجوا من بيوتهم قبل أن يتأكدوا من صحة انتسابهم إلى الأب أو إلى الأم. إنهم دائماً بشر مفردون لا ينتمون إلى نسب ولا يرجعون إلى كنف. ذلك الإنفراد الغريب الذي مجاله المكاني، في روايات محمد شكري، الأزقة والمواخير والغرف العفنة والأرصفة التي تتحول إلى مآو مؤقتة أو دائمة، يجعل قارئه العربي، دائم التساؤل حول إن كان هناك حقاً عيش مثل هذا في المغرب. ذلك القارئ الذي إن صدّق ذلك القدر من الفقر، لن يكون سهلاً عليه أن يقرن بين الفقر وكراهية الأولاد لأهلهم والأهل لأولادهم، إلى درجة طلب الموت أو تحقيقه بالقتل.
محمد شكري يرينا من عالمنا ما يصعب علينا تصديقه. وهو لعلمه بذلك ربما، ظل يرددّ بأن ما كتبه في الرواية هو سيرته الذاتية. وإن جمعنا كتابه الأخير "وجوه" (الذي صدر في العام 2000 ) إلى كتابيه الأولين بدا لنا، بمقارنة لا تخلو من مجازفة، أن شكري أنجز عن حياته ثلاثية مناقضة لثلاثية طه حسين التي حملت إسم "الأيام". فالفقر الذي هناك، في الكتاب الأول من مذكرات طه حسين، ليس هو ذاته الفقر الذي هنا، مع محمد شكري. الفقر الأول فقر إيجابي انطلق منه طه حسين ليصل إلى ما وصل إليه. أما محمد شكري فحمّل الفقر بذور الفساد الذي لا حدّ له ولا ضابط. إنه الفقر السئ الذي يجعل ضحاياه مجرّدين من أحاسيس مثل الشفقة والذنب وهم، بالتالي، لا يستحقون أن يُشفق عليهم أو يُحسّ بالذنب تجاههم. ما نجده في الكتب الثلاث، أو ما تُرجع الكتب الثلاث إليه، هو النقمة المستمرة التي لم تنظفئ نارها عند محمد شكري حتى بعد أن وصل إلى نهاية حياته. في صغره كان يؤذي نفسه كما يؤذي سواه من الفتيان، نفسياً وجسدياَ. نتخيله نحيلاً وسخاً ممزق الثياب حاملاً سكيناً أو موسى أو شفرات حلاقة (هذه الأخيرة التي لم ينسها في كتابه الأخير الذي صدر بعد نحو ثلاثين سنة من صدور كتابه الأول). تلك النقمة التي تدفعه إلى إيذاء قرائه أيضاً مجرّداَ الحياة حولهم من كل ما اعتادوه من القصص الرومنطيقية التي يكون فيها الفقر مؤدياً إلى غنى سعيدْ. أبطال محمد شكري، الكاتب هذه المرة وليس الولد المشاكس الناقم، لا أمل هم. العاهرات والقوّادات يختفين أو يضعن حيث لا تستحق أي منهن أن تحظى حتى بذكر نهايتها. وفي كتبه كلهنّ عاهرات، وهو لذلك، ومنذ صباه الأول، لم يشعر نحو أيّ منهن بشعور الفقدان إن رحلن، أو بالتواصل الذي لا يتعدى عملية الجماع في لحظة ما تكون في ذروتها. بل إنها، عملية الجماع هذه، فعل اعتداء أو فعل إذلال، وليس فقط إن استُخلصت من كلام السباب الذي يطال الأمهات والأخوات، بل إنها كذلك أيضاً في لحظات الجماع مع بغابا "البورديل"، وهو سوق البغاء العمومي الذي أزيل من طنجة بعد مجئ الاستقلال. وأيضاً في عمليات الجماع الظرفي العابر مع فتيات تأتي بهن المصادفة.
وهنا لا ينبغي لنا أن نتوقع أن غراماً سيقوم بين الفتى, أو الشاب, محمد وتلك الفتاة التي لقيها في بيت المهرّب محبوسة محلوقاً شعر رأسها وحاجبيها. لن نتوقع من ذلك الالتقاء بين شريرين أن يتحدثا معاً، على غرار ما تجنح بنا القصص غالباً، أو ربما دائماً. كما أن علينا ألا نصدق أن الفتاة هذه، التي حلق المهرب شعرها قصاصاً وغيرةً، مطابقة لصورة الضحية الخادمة. إنها، برغم ما فيها، لا تتوقف عن سبّ ظالمها وعن "خيانته" وسرقته.
محمد شكري يأخذنا في روايته إلى ما لا تأخذه إلينا الروايات التي تسعى إلى المصادفات، السعيدة أو التعسة. لا شئ يُنتظر في رواياته أو يُتوقع حدوثه. في نهاية "الخبز الحافي"، وكان فيها قد بلغ العشرين، قال لأحد ممن يجيدون القراءة أن يساعده على تعلمّها. ذلك كان التغيّر الوحيد الذي حققّه لشخصه، لكن ليس لذاكرته ولا لتغيير نظرته للبشر الذين يملأونها. حتى كتابه الأخير ظل حافظاً موقفه، الكاره أو المتخلي، عن أهله. ما تغيّر عنده، ما هذّبه العلم الذي حصّله بدءاً من تلك المدرسة التي افتتح بها روايته الثانية "الشطار"، هو أوصافه لأصحاب الحانات والبارات الذين صاروا رجالاً حديثين أصحاب أمزجة حديثة، كما هذّب العلمُ أيضاً نظرته إلى العاهرات، اللواتي اتسعت حيواتهن فلم يعدن "قحبات" فقط، كما سبق له أن سمّاهن.
<table align=right><tr><td align=middle>محمد شكري الذي كان يعرف ماذا يكتبحسن داوود Lbn_book2
</TD></TR></TABLE>أدخل محمد شكري إلى الأدب العربي، وإلى الثقافة العربية صور فساد وكراهية وقرف ودعارة بلغت حداً لم تستطع هذه الثقافة هضمه حتى بعد انقضاء ثلاثين سنة على صدور الكتاب الأول "الخبز الحافي". دائماً تعاود الهيئات الثقافية، بل والجامعات، حملتها على الكتاب فتفتتح بذلك مساجلة صاخبة يكون طرفها الآخر المثقفون الذين, هم أيضاً، ما زالوا حاملين لواء الدفاع عن الكتاب، منذ ثلاثين سنة أيضاً. وهؤلاء، هم أنفسهم، لم يسلموا من تلك الصدمة التي تتأتى من قراءته. في إحدى قصص روايته (أو مجموعته القصصية) "وجوه"، وهي القصة التي تحمل عنوان "ميراث" لا نكاد نصدق أن البشر يمكن لهم أن يتفقوا على ذلك القدر من الخطأ والفساد ويذهبون بهما إلى نهايتهما. حتى أكثر كتابات العالم جرأة لم تبلغ ذلك الحد من تخيّل ما يمكن أن يجري بين رجل وأبيه المبتور الذراعين.
<table align=left><tr><td align=middle>محمد شكري الذي كان يعرف ماذا يكتبحسن داوود Lbn_pain_nu
</TD></TR></TABLE>محمد شكري ذهب في وصف فساد العالم إلى درجة كنا نعتقد أنها لن تُُبلغ. وهو فعل ذلك واعياً به وعياً تاماً. أقصد وعياً أدبياً كتابياً حيث أنه استخدم لكتابته أكثر العبارات فظاظة وأكثر الصور تنفيراً وبعثاً على الإشمئزاز. بعض من كتوبا عن أعماله رأوا أنه "لا يرى في الكتابة تنسيقاً أو تأليفاً، بل شهادة".
كانت كتابته تتعدى الشهادة الخالصة فيما أحسب. ذاك أنه عرف ما هي الكتابة، ما يمكن أن يكون منها وليس منها. بل أحسب أن الضجة، تلك التي بدأها في كتابه الأول، قد أغرته فظلّ، في كتاباته اللاحقة جميعها، مُشتغلاً على تنويعها وتكثيرها ونسبة نفسه إليها.
البقالي عمر من طنجة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bakkali.yoo7.com
 
محمد شكري الذي كان يعرف ماذا يكتبحسن داوود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البقالي عمر من طنجة يرحب بكم على منتدياته :: قسم التعريف بمديتي عروسة الشمال "طنجة" :: محمد شكري احد اشهر ابناء طنجة-
انتقل الى: