من هو الشهيد؟؟؟لمن ولد حرا ويعيش مملوكا وسيموت مهانا!!!

من هو الشهيد؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
لا أخفيكم سرا أن قلت لكم بأني ترددت كثيرا قبل أن أقرر نشر أو حتى كتابة هذا الموضوع، وذلك عائدا لكثرة الآراء والتفسيرات وأيضا لحساسية الأمر.في نهاية المطاف قررت طرق هذا الباب لفتح نقاش قد يعود على الجميع بالفائدة ونحاول فهم بعض مما يدور حولنا،بل وأحيانا في صميم ذواتنا.
الداعي الأساسي الذي يدفعني لطرح هذا الموضوع للنقاش هو أنني لم أعد قادر على التمييز بين الشهيد وغيره.فيظهر أن العولمة وصلت أيضا لمفهوم الشهيد أو الشهادة، فرغم الفارق والاختلاف الكبيرين في كثير ممن لقوا حتفهم إلا أنهم جميعا تمت تسميتهم بالشهداء، ولكي أكون واضحا معكم فأنا استغرب كثيرا حينما أسمع بان من ماتوا في الاغتيالات السياسية والأموات من طالبان ومن حزب الله ومن حماس وجماعة الحادي عشر من سبتمبر والجماعة الإسلامية في الجزائر وكل من مات من طوائف العراق والزرقاوي و.......كل هذه التشكيلات ومع اختلاف مشاربها العقائدية والسياسية والاجتماعية ومع تناقض أهدافها وطرق الوصول إليها،فمع ذلك الكل يعتبرون أنفسهم شهداء والكل لديه من يغني ويتغنى بشهادته.هذا ناهيكم عن تكفير الكل للكل.
ولكي نجد مخرجا من هذا الواقع الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وتعذرت فيه رؤية الأشياء ،أرى أنه لزاما علي أن آتي لكم ببعض التعريفات لعل وعسى نفهم قليلا من هذه الإشكالية والمعضلة.
الشهيد لغة : الحاضر . والشاهد , العالم الذي يبين ما علمه.
المصطلح الشرعي للشهادة معناه أن يُقاتل المسلم عدوّه في حرب مشروعة، ثمّ يُقتل فيكون شهيداً إذا كانت نيّته في القتال خالصة لوجه الله.لا يجوز أن يطلق مصطلح الشهادة الشرعي إلا على من تكتمل فيه الضوابط الشرعية،فيجب على الشخص أن يكون مؤمننا ومخلصا في جهاده لله."من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " رواه البخاري ومسلم .
قد نسمع الناس يتحدثون ويطلقون كلمة الشهادة حتى على من هم ليسو بمسلمين وهنا يجب أن نفهم أن مقصدهم بالشهادة هو لغوي وليس الشرعي
فهؤلاء شهداء قضاياهم ولأحرج في تكريمهم على ذلك.
عموما أنا هنا لا ادعي الفقه،فقط حاولت الإشارة إلى عموميات في هذا الموضوع الشائك والمتشعب لعله يكون منطلقا لنقاش وتبادل أفكار يثري من الثقافة الدينية لمن له شغف بالمعرفة.
في النهاية أنوه بأني لا اشك في شهادة أي أحد ولكن لا أقر بشهادة الكل في الكل.والله اعلم وفوق كل ذي علم عليم.

من اعداد السيد البقالي عمر